عَقِيدَتُنا في مَنزِلَةِ أهلِ البَيتِ (ع) عِندَ اللهِ؟!!

عَلَاء الزُّبَيدِي/: ما هي مَنزِلةُ أهلِ البَيتِ (علَيْهم السَّلامُ) عِندَ اللهِ؟ هل بِيَدِهِم كُلُّ شَيءٍ.. هُناكَ بَعْضُ الرِّوَايَاتِ في تَعضِيمِهِم تَجعَلُنا نَقُولُ: ما هُو اللهُ وما عَمَلُه.؟

: اللجنة العلمية

 الأخُ عَلَاء المُحتَرمُ.. السَّلامُ علَيكُم ورَحمةُ اللهِ وبرَكَاتُه. 

 عَقِيدَتُنا في أهلِ البَيتِ (علَيْهم السَّلامُ) أنَّهم عِبَادٌ مَربُوبُونَ لِلَّهِ، ليسَ لهم قُدرَةٌ مُستقِلَّةٌ عن اللهِ (عزَّ وجلَّ) في هَذا الكَوْنِ كُلِّه، ومَن قَالَ بغَيرِ ذلكَ عن الشِّيعَةِ الإمَاميَّةِ فهُو كَذَّابٌ مُفتَرٍ علَيْهم.

 وفي هذا المَعنَى وَردَتْ رِوَايَاتٌ كَثِيرةٌ عن أهلِ البَيتِ (علَيْهم السَّلامُ) أنفُسِهِم وبأسَانِيدَ مُعتبَرَةٍ، نَذكُرُ مِنْها: 

     ما رَوَاه الصَّدُوقُ في "الخِصَالِ" مِن حَدِيثِ الأربعْمِائةِ، وهو حَدِيثٌ مَعرُوفٌ مُعتبَرٌ، قَالَ أمِيرُ المُؤمِنِينَ (عليْه السَّلامُ): (إيَّاكُم والغُلوُّ فِينَا. قُولُوا: إنَّا عَبِيدٌ مَربُوبُونَ، وقُولُوا في فَضلِنَا ما شِئْتُم).

 ومِنْها ما رَوَاه الشَّيخُ صَاحِبُ "الوَسَائلِ" في كِتَابِه (إثبَاتُ الهُدَاةِ)، عن (خَرائِج الرَّاونْدِي)، عن خَالِدِ بنِ نَجِيح، قَالَ: دَخلْتُ على أبِي عَبدِ اللهِ (عليْه السَّلامُ)، وعِندَه خَلقٌ، فجَلسْتُ نَاحِيةً وقُلتُ في نَفسِي: ما أغفَلَهُم عِندَ مَن يَتكَلَّمُونَ؟ فنَادَانِي: (إنَّا واللهِ عِبَادٌ مَخلُوقُونَ، لي ربٌّ أعبُدُه، إنْ لم أعبُدْه عذَّبَنِي بالنَّارِ). قُلتُ: لا أقُولُ فيكَ إلَّا قُولَك في نَفسِكَ. قَالَ: (اجْعلُونَا عَبِيداً مَربُوبِينَ، وقُولُوا فِينَا ما شِئتُم إلَّا النُّبوَّةَ). انتَهى.

 ومِنْها ما رَوَاه الصَّفَّارُ في "بَصائِرِ الدَّرجَاتِ"، عن الحَسنِ بنِ مُوسَى الخَشَّابِ، عن إسمَاعِيلَ بنِ مَهرَانَ، عن عُثمَانَ بنِ جبلَة، عن كَامِلِ التَّمَّارِ، قَالَ: كُنتُ عِندَ أبِي عَبدِ اللهِ (عليْه السَّلامُ) ذَاتَ يَومٍ فقَالَ لي: (يا كَامِلُ، اجْعَلْ لنا ربّاً نَؤبُّ إليْه، وقُولُوا فِينَا ما شِئْتُم). انتَهى. 

     ومِن هُنا نَقُولُ: كُلُّ ما يَرِدُ خِلَافَ هذِهِ العَقِيدةِ في أهلِ البَيتِ (علَيْهم السَّلامُ) مِن رِوَايَاتٍ يُستَفادُ مِن ظَاهِرِهَا خِلَافَ ما قُلنَاهُ هُنا،  فإنْ أمكَنَ تَأوِيلُه بشِكْلٍ عُرفيٍّ سَلِيمٍ يُلائِمُ العَقِيدةَ المُتَقدِّمةَ نًأخُذُ به ولا مُشكِلةَ في البَينِ، وإنْ لم يُمكِنْ تَأوِيلُه نَضرِبُ به عَرْضَ الجِدَارِ ولا نَأخُذُ بِه حتى لو كَانَ في أعلَى دَرجَاتِ الصِّحَّةِ؛ لأنَّ المًروِيَّ الظَّنيَّ لا يُعارِضُ المَقطُوعَ، وعَقِيدَتُنا هذِهِ في أئمَّتِنا (علَيْهم السَّلامُ) بأنَّهُم عِبَادٌ مَربُوبُونَ لِلَّهِ ولا يَملِكُونَ قُدْرةً مُستقِلَّةً عنْه سُبحانَه هو أمْرٌ مَقطُوعٌ به ولا يُمكِنُ أنْ نَقبَلَ بأيِّ شَيءٍ يُعارِضُه أو يُخالِفُه. 

 ودُمتُم سَالِمينَ.