ما الفائدة من الإمام حال غيبته؟

: اللجنة العلمية

هنالك بعض الناس تشكل - ولعله من باب معرفة الحقيقة- أنّه إذا كانت الغاية من نصب الإمام (عليه السلام) هو الحفاظ على الأمة من الضلالة، فلِمَ هو غائب؟ أليس غيابه نقض للغرض الذي من أجله نصب الله تعالى الإمام (عليه السلام). 

والجواب على هذا التساؤل المهم يتضح من خلال مجموعة نقاط:

النقطة الأولى: إنّ الإمام (عليه السلام) بشخصه موجود، وأمّا غيابه فهو غياب للعنوان فقط، ومعنى ذلك أنّ الإمام موجود في دنيانا هذه، وهو يرانا إلاّ أنّنا لا نعرفه، فهو يمارس الكثير من مهامه الموكلة إليه.

النقطة الثانية: إنّ هنالك تأثير للإمام (عليه السلام) على أرواح الناس والمؤمنين والعلماء، يسمّى بالتأثير الأمري، وهو باختصار تأثير يلقى في نفس الإنسان دون الحاجة إلى مادة ومدة، وهذا ما نشاهده نحن حينما ندخل الى بعض الأماكن المقدّسة.

النقطة الثالثة: نضوج الأمم، فالأمم تزداد ثقافاتها نضوجا شيء فشيء وعلى مر العصور، الأمر الذي يجعل الأمة التي تعيش في عصر الظهور أمة أكثر قبولاً من غيرها لفكرة المنقذ.

النقطة الرابعة: ازدياد شوق المنتظرين لظهوره المبارك كلما تمادى الزمان، فالأمة إذا أدركت أنّ غيابه كان بسبب تقصيرها عن نصرته، كلما أدركت خطأها، فتكون أكثر استعداد للتضحية من أجله (عليه السلام).

النقطة الخامسة: إنّ غيابه لم يكن بإرادة تشريعية للغياب، بل كان بسبب معصية الأمة، وعليه فالإشكال غير صحيح من أساسه.

وأوضح ذلك بمثال: إنّ شرب الخمر محرّم في الشريعة بلا إشكال، والغاية من التحريم هي المفاسد الجمة المترتبة على شربه، وفي مثالنا هذا لو شربه الناس وخالفوا أمر الله تعالى كما هو واقع من الكثير، فهل شرب الناس للخمر نقض من قبل الله لحكمة وعلة تحريم الخمر؟

الجواب: كلا قطعاً؛ لأنّ هذا الشرب معصية من الناس وليس إذناً من الله تعالى حتّى يشكل بإشكال أنّ الشرب نقض للغاية من تحريم الخمر، هذه مغالطة في الحقيقة.

فكذا الكلام مع غيبته (عليه السلام)، فغيبته كانت عن معصية الناس له، فالله تعالى لم يأذن لنا في خذلان أهل البيت (عليهم السلام) وتسليّط الظالمين عليهم، حتّى يصل الأمر إلى غيبة الإمام المهدي (عليه السلام).