هل غيبة الإمام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه) سابقة لا نظير لها؟

: اللجنة العلمية

 

إنّ الحديث عن غيبة الامام المنتظر (صلوات الله عليه) لم تكن سابقة لا نظير لها، فالكتاب العزيز، والتاريخ من روايات وأحداث، حدّثنا عن غيبة جملة من أنبياء الله تعالى.

وإليك التفصيل.

1- لقد غاب نبي الله إدريس (عليه السلام) عن قومه مدة عشرين سنة كما حدّثتنا الروايات عن طريق أهل البيت (عليهم السلام)، والتجائه إلى كهف في جبل فوكّل الله تعالى به ملك يأتيه بطعامه كل مساء (تنحى عن القرية الّتي كان فيها، وكان أهلها يعبثون، وأخبرهم بأنّ الله سبحانه يحبس عنهم المطر بدعائه، وآوى إلى كهف، ووكل الله سبحانه به ملكاً يأتيه بطعامه كل مساء، فمكثوا بعده عشرين سنة لم يمطروا)(1). 

2- غياب نبي الله صالح (عليه السلام) عن قومه سنين طوال حيث كان كهلاً فعاد إليهم وهو شيخ كبير ما عرفه أحد من قومه.

روى الشيخ الصدوق، بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: إنّ صالحاً (عليه السلام) غاب عن قومه زماناً، وكان يوم غاب كهلاً " حسن الجسم، وأفر اللحية، ربعة من الرجال، فلّما رجع إلى قومه لم يعرفوه)(2).

3-غياب الخضر (عليه السلام) فهو إلى الآن غائب.

4-غيبة موسى الكليم (عليه السلام)، حيث غاب في بيت فرعون منذ ولادته إلى ثلاثين سنة، إلى أن رأى رجلين يقتتلان (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ)، كما أنّه غاب قرابة عشرين سنة في أهل مدين عندما هرب من فرعون.

5-روح الله عيسى المسيح (عليه السلام) قد غيّبه الله تعالى بشخصه إلى ساعتنا هذه.

6- يوسف بن يعقوب (عليهما السلام) فقد غاب في بيت العزيز وفي السجن عشرات السنين دون أن يتعرّف عليه أحد قط.

7- يونس (عليه السلام) قد غاب عن قومه ثمانية وعشرين يوما قال: ( أبو عبيدة: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): كم كان غاب يونس عن قومه حتى رجع إليهم بالنبوة والرسالة فآمنوا به وصدّقوه ؟ قال: أربعة أسابيع سبعا منها في ذهابه إلى البحر، وسبعا في بطن الحوت، وسبعا تحت الشجرة بالعراء، وسبعا منها في رجوعه إلى قومه، فقلت له: وما هذه الأسابيع شهوراً، أو أيام أو ساعات؟ فقال: يا أبا عبيدة إنّ العذاب أتاهم يوم الاربعاء في النصف من شوال وصرف عنهم من يومهم ذلك فانطلق يونس مغاضبا فمضى يوم الخميس سبعة أيام في مسيره إلى البحر، وسبعة أيام في بطن الحوت، وسبعة أيام تحت الشجرة بالعراء، وسبعة أيام في رجوعه إلى قومه، فكان ذهابه ورجوعه ثمانية وعشرين يوما )(3).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي ج 2 / ص 423.

(2) البحار ج 11 / ص 387

(3) البحار ج 14 / 398